الجمعة، 2 مارس 2012

عاجل: قررنا أن نتفرج عليكم

لقد قررنا أن نتفرج عليكم! إذ لا يعدو الدم النازف من شريانكم أن يكون في نظرنا صبغة حمراء لا تثير رؤيته لدينا من المشاعر أكثر مما تفعله مشاهد الدماء في أفلام الأكشن، تولد لدينا فجأة عدم اكتراث بالصرخات التي تمزق الحناجر، اختلط لأمر علينا فبتنا لا نميّز بين أنين الثكالى والأرامل وأنين مثيلاتهن في المسلسلات الرمضانية. أصوات المدافع تشابهت علينا من ذا الذي يميّز من بينها مدفع الإفطار؟

لقد قررنا أن نتفرج! ولكن ليس عليكم… فقد ألفنا مشاهدة جراحاتكم التي تتفجر دماً ورؤوسكم التي تتطاير في الهواء وأشلاءكم التي تتناثر على الجدران حتى تفوقتم بواقعكم الأليم على أفلام الرعب الهوليودية.
وأعذرونا أننا لم نعد نتضامن معكم فنحن دون مستواكم… أدنى مطالب الكرامة لديكم يتجاوز بأضعاف مضاعفة سقف مطالبنا.. شتان بين مطالب الأحرار ومطالب العبيد.
أعذرونا أنكم تموتون على مرمى حجر منّا وما يشغلنا عنكم ليس بالأمر الهين فـ “نور” قد اختلفت مع “مهند”، و”يحيى” يحاول تحرير “لميس” والإثارة قد بلغت منا مبلغها، فكل يوم أحداث مشوقة جديدة في حين تنحصر الأحداث لديكم بين رصاص القناصة ورؤوس المتظاهرين.
وفي الختام.. لدينا بعض المآخذ عليكم:
1- الرصاصة التي اخترقت رأس أحدكم أصابت جدار منزلنا فهلا تفضلتم بإصلاحه؟ أقصد الجدار طبعاً…
2- صيحاتكم”وامعتصماه” لم تعد تثير حمية الرجال لدينا! فهلا خفضتم صوتكم قليلاً كي ننام؟
3- اليوتيوب والفيسبوك والتويتر ليست حكراً عليكم حتى تطالعنا أخبار مظاهراتكم وشهدائكم في كل الصفحات.
4- نوجه أصابع الاتهام إليكم بأنكم لم تلتزموا باحتساب رمضان شهراً للصوم والعبادة بل غدا إضافة لما سبق شهراً لنيل الشهادة.
5- كان من نتيجة أفعالكم أننا قضينا العطلة في بلادنا…. أمام قنوات الأخبار بعد أن كنا ننعم بقضائها في ربوعكم الخضراء…
سامحكم الله… يقيني وإيماني به سبحانه وتعالى يخبرني أنه سيسامحكم وينصركم ويدخلكم جنانه، نفس اليقين يخبرني أنه جل وعلا لن يسامحنا على صمتنا وخذلاننا لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق