الثلاثاء، 28 فبراير 2012

إعلامنا إعدامنا !

الإعلام السوري
إسم المقال هو جملة من قصيدة للشاعر العربي الكبير أحمد مطر وهي تلخّص حالة الإعلام العربي عموما” والإعلام السوري على وجه التحديد فبعد عقود من التطبيل والتزمير للقائد الأوحد والرمز الذي (ليس كمثله أحد) هاهو ينتقل إلى مرحلة الرقص على جثث الأبرياء الذين خرجوا ليسقطوا هذا الرمز الذي أذاقهم العذاب و إستباح دمائهم.

ولو عدنا للخلف قليلا” وعملنا مقارنة بسيطة مع الثورات العربية التي سبقت الثورة السورية فلن تجد فيها هذا الكم من الأكاذيب والتلفيقات وحتى التخوين لكل من يعارض النظام بشكل مقزز على أقل وصف.
فالإعلام التونسي رغم سيطرة النظام عليه لكنه لم يكن بشكل أو بآخر مساهما” إلى حد ما في ذبح الثوار كما هو الحال في سوريا , فإن كان الجيش السوري ( كتائب الأسد ) قد قتلت نصف الثوار فالإعلام هناك قتل النصف الآخر.
أما في مصر التي تعتبر منفتحة إعلاميا مقارنة بالدول العربية الأخرى , فقد رأينا هناك الكذب و التضليل وحتى التخوين ولكن ليس على الطريقة السورية , فالإعلام هناك كان يحاول إخفاء وجود الثورة من جهة ومن جهة محاولة إخافة الثوار من النتائج ( الكارثية ) برأيهم لهذه الإحتجاجات.
كحال الإعلام في مصر كان الإعلام اليمني ولكن بفرق أنه في اليمن يعد ضعيفا” مقارنة بالإعلام المصري وهذا لا ينفي أنه كان من أكثر المدافعين على النظام هناك إلى أن جاء موعد رحيل علي عبدالله صالح لنجده يتبرأ لا ويرفض حتى من بث مسيرة مؤيدة للنظام الراحل.
ومع إستعراضنا لبعض جوانب الإعلام الرسمي في بلاد الثورات العربية فلابد أن نمر أيضا” على الثورة الليبية التي تعتبر من أكثر الثورات دموية فالإعلام هناك لا يختلف كثيرا” عن الإعلام في سوريا ربما” للتشابه الكبير بين النظامين , ولكن إستطاع الثوار هناك أستخدام الوسائل الحديثة بشكل أسرع لنشر الأخبار , مع ضعف واضح من إلاعلام الرسمي هناك الذي كان مشغولا” لأكثر من أربع عقود في التمجيد والتهليل لملك ملوك إفريقيا ( كما كان يحب أن يطلق على نفسه ) ليقع هذا الإعلام في المحظور ولا يحافظ على صورة الزعيم التي ديست تحت الأقدام .. ليسقط بعدها الزعيم !
الإعلام السوري أراه كما يرون رئيسهم ( ليس كمثله أحد ) فلم نرى ولم نسمع كالإعلام السوري في أي مكان وفي أي زمان حتى أصبحنا نضحك على قصصه ورواياته بقدر ما نبكي على ما تسببه من مآسي من خلال التحريض على قتل الثوار في سوريا.
ولا ننكر هنا أن الثوار في سوريا إستطاعوا إيصال أخبار الثورة بشكل جيد بغض النظر عن تأخرها في البداية ليعرف العالم ما يحدث في سوريا وهذا الأمر ضروري ليأخذ العالم موقفا” من الأحداث هناك , وعليهم التكثيف والعمل على ذلك.
لا بد أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه حصول الشعب السوري على حقوقه وحريته من منبر إحدى المؤسسات الإعلامية الرسمية العاملة والتي تحرض عليهم في هذا الوقت , ولكن أتمنى أن لا يطول الوقت لأن كل يوم هناك ضحايا جدد بسبب تلك المؤسسات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق