الثلاثاء، 28 فبراير 2012

هل التسلح هو الحل؟

مع أن ما أعلن عنه وزير خارجية قطر بضرورة تسليح المعارضة يبدو للبعض انه الحل الأمثل و الذي طال انتظاره , إلا أن نظرة مقربة و متأنية من الموضوع قد تغير رأي المطلعين عن كثب لما يجري على الأرض, ربما يظن من يريد تسليحنا (عن طيب نية) بأنه يساعد في حمايتنا والدفاع عن انفسنا وبذالك نوقف حمام الدم اللذي نعيشه , لكن ماسيحدث هو العكس.


فيما مضى عندما كانت الثورة سلمية كان معدل القتل من 5 الى 15 شخص, اما مع ظهور الجيش الحر كقوة مسلحة اصبح معدل القتل يرتفع الى 100 أي ان أي تصعيد من طرفنا يواجه بتصعيد همجي اشد ممن لايعرف حرمة لا لله و لا للمدنيين.

المشكلة تكمن في جبن هذا الجيش الذي لايقوى على المواجهة المباشرة (مع انه يملك مايزيد عن 5 آلاف مدرعة) مع من يملكون اسلحة خفيفة فيلجأ لاسلوبه المفضل (منذ احداث حماه) وهو محاصرة المدينة و قصفها من بعد 20 كم على رؤوس اهلها. و هو مانراه حاليا في عدة اماكن و اولها بابا عمر و الرستن و بعض قرى حماه و ادلب و درعا, وآخر القرى التي انضمت لهذه الهمجية هي حلفايا في شمال حماه. مع وجود بعض مسلحي الجيش الحر تمت محاصرتها ودكها بالمدفعيات منذ 10 ايام و حتى الآن.

ان تم ادخال السلاح و ايصاله للعدبد من القرى و التجمعات فأن الأستراتيجية المتبعة ستكون بمحاصرة تلك القرى من بعيد واسقاط مئات القذائف على رؤوس قاطنيها بل و سنشهد سلاح الجو يدخل على خط المواجهة و لن يوفر هذا النظام شيئا ضدنا فهو (برأيه ورأي حلفائه يواجه الأرهاب المسلح ويحق له الرد بأي شي) و ربما يخرج ترسانته الكيماوية عندها.

لو نظرنا فيما حدث في ليبيا حيث تم دعم الثوار على الارض بالسلاح وتم دعمهم بغارات الناتو من الجو لتدمير العتاد المتواضع نسبيا للقذافي و رغم ذالك كانت الحصيلة النهائية 50 ألف قتيل. تخيل معي لو أن الدعم للثوار في ليبيا اقتصر على السلاح من دول الجوار بدون الضربات الجوية !كانت النتائج كارثية و لما انتهت الحرب حتى الآن. فإذا كان الدعم اللوجستي والجوي في ليبيا اوقع 50 ألف ضحية فإن الدعم اللوجستي فقط لنا (بدون أي ضربات جوية) سيوقع اعدادا هائله وسيصبح المعدل اليومي للضحايا بالآلاف خاصة في المدن والقرى في المنطقة الوسطى لأنها مكتظة ولامجال للهروب منها لبلد أخر.!

إن عبارة: اعطونا السلاح وإتركو الباقي لنا هي عبارة سطحية متسرعة و غير مدروسة.
مخطئ من يظن ان السلاح الخفيف (و المتوسط) سيهزم جيشا. إن كان هناك من يريد الدعم على الأرض بالعتاد فلابد أن يرفقه بدعم جوي و حظر للطيران و ممرات آمنة لهرب المدنيين (و هذا مانتمناه) ماعدا ذالك فالنتائج ستكون مأساوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق