الثلاثاء، 28 فبراير 2012

صبراً حماة !



يمّم فؤادكَ شطرَ هاتيكَ الحمى . . . . . . . . مستلهماً شوقَ المحبِّ إلى حَما
قد أذّن الداعي لوصلكَ فلتُقِمْ . . . . . . . . . . . . فرْضَ الوصالِ ولبِّ فيها مُحرِما
فإذا وطئتَ ترابها فارفقْ به . . . . . . . . . . . . . . . فثرى حماةَ روتْهُ أنهارُ الدّما

غدر الطغاةُ بأهلها في ليلةٍ . . . . . . . . . . . . . أضحى الزمانُ لأجلها متألما

واسأل مياهُ النهر فيما عاصرتْ . . . . . . . . . . هل شاهدتْ يوماً أشدَّ وأعظما

فلعلها تُفضي إليك بقصّةٍ . . . . . . . . . . . . . كيف استحالتْ بعد مقتلهم دما

واسمع أنيناً لم يزلْ متردّداً . . . . . . . . . . . . في رجع أصواتِ الصّدى متظلّما

كم من صغيرٍ لم تجد صرخاتُه . . . . . . . . . . . . قلباً عطوفاً عند منْ قد أجرَما

كم من فتاةٍ بالحياء تسترتْ . . . . . . . . . . . . . لكنّما الباغي استباحَ مُحرَّما

كم من عجوزٍ تمتمتْ بتوسلٍ . . . . . . . . . . . . . . . كيما تلاقي رأفةً وترحُّما

كم من شهيدٍ قد طوتهُ يدُ الرّدى . . . . . . . . . . . . . لكنه بالذكر فاقَ الأنجُما

واسأل نواعيراً تخضّب لونها . . . . . . . . . . . . . . . . بدماء من لله روحاً قدّما

مرت سنونٌ والجراحُ تعاقبتْ . . . . . . . . . . . . . جيلاً فجيلاً لا يطيقُ تبسّما

ألمٌ يجاهد نفسه كي لا يُرى . . . . . . . . . . في وجه حمويٍّ . . وحزنٌ خيّما

إن كان حافظُ قد أبادَ مدينةً . . . . . . . . . . . . . أو كان رفعتُ بالسرايا هدّما

فاليوم قد نبتتْ براعمُ جُرحنا . . . . . . . . . . . . شجراً بها الزّقومُ مراً علقما

جاء الحسابُ فيا طغاةُ تأهّبوا . . . . . . . . الشعبُ ثار على الهوانِ وأقسما

سينالُ كلّ الظالمين جزاءهم . . . . . . . ما عاد شعبي للأسى مُستسلما

وسيهنأ الشهداءُ فوقَ هنائهم . . . . . . . . . ويكونُ مجداً للشعوب وبلسما

صبراً حماةُ فإن نصراً قد دنا . . . . . . . . . . . . لربوع شامٍ يرتوي منه الظما

فالشام فخرٌ للفضائلِ كلها . . . . . . . . . . . أوصى الرسولُ بأهلها وتوسّما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق