الأربعاء، 22 فبراير 2012

ثورة على موز … بدون سكر … بس باردة شوي …. لو سمحت!

كلنا – كمثقفين انتو اكبر قدر – طار عقلنا بالثورة من اول يوم ، كنا عم نستنى دورنا بالربيع العربي ، دور سوريا لتنتقل لمصاف دول العالم تبع القرن 21 …

ويا سلاااام لما شاركنا بالمظاهرات – طبعاً يللي شارك
ويا سلااام على هتافات الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية ودولة متل الناس …
هتافات ضد الظلم … ضد الاستبداد … ضد السرقة والفساد …
يا سلاااام ما أحلاها الثورة … ما أحلى المشاركة بصناعة التاريخ … بصناعة بلد جديد يتحدى العالم من جديد ويتصدر الدنيا كما كان …
لكن …للأسف
رياح نظام كهذا … لن تجري بما تشتهي سفن الثوار والمثقفين .. لن يتنحى المجرم ببساطة ويعتذر …
لن يهرب وهو محمي بعصابة بثها في كل ركن من الدولة …
ما زبطت الثورة النموذجية الرائعة إذاً … وكان زخ رصاص على الناس العزل … ويا حيف
يا حيف … وآخ … ضلينا نقول كتير يا حيف بس ما تغير شي …
الناس اتحمّلت … شهر وشهرين … وخمسة وستة وسبعة … مات الآلاف بالشوارع … وهم يواجهون الرصاص بصدور عارية … مشاهد هزت ضمير كل صاحب ضمير في العالم …منذ صور درعا الأولى التي يركض
فيها الشاب وهو يبكي بين جثث الشهداء الملقاة على الأرض ويصرخ سلمية … سلمية
ولحسن الحظ أو لسوئه … بل بقدر الله فقط … كان الاجرام هذا السبب الأول لانضمام كل الشعب ، كل الناس للثورة
في كل منطقة حدثت فيها مجزرة ، خرج سكانها عن بكرة أبيهم في اليوم التالي تماماً وهكذا أصبحت الثورة .. ثورة الشعب كله …
ثورة الشعب من يمينه ليساره ، من قمته لقاعدته … وهكذا هي الثورات أصلاً
قرر الناس أن يثوروا … والثورة تعني انقلاب .. تغيير جذري … تعني اجتثاث الخطأ واستبداله بالصواب … وهذا الاستبدال ليس بالأمر الهين ولذا فالثورات الحقيقة في العالم ، معظمها ، كما علمنا التاريخ تستمر طويلاً … سنين أحياناً حتى تحقق أهدافها.
وفي مسيرة الثورة ، كما أي ثورة ، تحدث الأخطاء … الشعب يخطئ فهو شعب من البشر وليس من الملائكة والعباقرة … لكن الجميل في أخطاء الشعوب ، أنها – طالما ترك القرار لها – تصحح باستمرار وهذا هو سر نجاح فكرة الديمقراطية أصلاً : أن يترك للناس الحق بأن تخطئ وتتعلم وتصحّح دون أن تقهر على اختيارها وإن كان خطأ ، وهذا وراء معنى أن لا تجتمع الأمة على ضلالة كما في الحديث.



لذلك … لنفسي أولاً و لكل المثقفين والمنظرين والمتأفّفين من عامّية الثورة وشعبويتها ، الباكين على أطلال المظاهرة الأولى والاعتصام الأول … على ألق الثورة المخملية التي بهتت ، لكل المصدومين ( مثلي ) بأخطاء كثيرة ، بإعجاب الناس بفلان وتقديسهم لعلان ، بتياراتهم الجارفة ، ووجهات نظرهم المختلفة الغربية والواضح خطؤها أحياناً
لكل المراقبين من خلف الشاشات … وحتى المشاركين على مضض بسبب هذه الانحرافات … لنا جميعاً أقول
ثورة على موز ما في … ولا على فريز … لا توجد نكهات
لا توجد ثورة تفصيل … على أي مقاس
الثورة تعني التغيير الجارف …
الثورة مدرسة … دخلها شعبنا السوري بحمد الله أخيراً … فلندخل مع الشعب مدرسة الثورة ولننصت لدروسها جيداً لنتعلّم جميعاً مع هذا الشعب عسى ننال معه الشهادة … فشهادة الثورة ، بنوعيها -للأحياء وللشهداء الموتى – ، لا تقدّمها جامعة ولا معهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق