الأربعاء، 22 فبراير 2012

مين الخاين يا شاطر ؟



ليس من “الشطارة” أو العدل أن نجلس نحن في الظل ونسلط الأضواء على الآخرين ثم نشرع بتمحيصهم و نظن بأنفسنا الخير كل الخير لمجرد أننا جالسون في الظل ونعمل في الخفاء بعيداً عن الأضواء .. ليس فقط أضواء الشهرة بل وأضواء النقد أيضاً
ربما من الجيد أن عمر الثورة الطويل أظهر في شعبنا جميل خصاله … لكنه بقساوته ومحنه أظهر في الشعب عظيم نزقه …
ولربما قصرت أيدي الثوار عن النيل من ظالمهم المجرم ، وحال تآمر الشرق والغرب ومسرحياته التافهة ، دون تمكين الشعب من غايته … رأينا الثوار ، يلجؤون في لحظة من القهر و لوثة من اليأس ، لإلقاء اللوم على أنفسهم … وأعني بأنفسهم هنا الثوار الآخرين أو الإعلام أو الناشطين أو الناطقين فترى الغضب الذي بلغ من المجرم أقصى حد فاض لينال الناشط الفلاني لأنه لم يتكلم لما أعطي الكلمة عن الحدث الفلاني ، والسياسي الفلاني لأنه لم يأت على ذكر نقطة معينة ، والشيخ لأنه أظهر موقفاً لم يرض البعض .. وغير ذلك
كلما تمكن منا اليأس قليلاً … لنتذكر أيها الثوار … لنتذكر أن طريقنا هذا ليس سهلاً وجميعنا كان يعلم … لنتذكر أننا لا نغير بلادنا فقط ، بل نغير أنفسنا وبلادنا والعالم أجمع
تاريخ سنوات قادمة يصنع مساره الآن ، فلا تجد دولة في الأرض صغرت أو كبرت إلا وتريد أن تشارك في صناعة هذا المسار ، وتسعى لنيل موطئ قدم وكسب حظوة لدى الثوار أو ربما ثغرة أو “مستمسك” لتربطهم بها
لنتذكر أننا وحيدون في ثورتنا … وأن أحداً سوى الله لن يساعدنا ، وأن كل من حولنا بلا استثناء من حكومات ودول ، من ملوك ورؤوساء يسعون كل لمصالحه وعلينا نحن أن نسعى لمصلحتنا … لبناء مستقبل بلادنا على ما مات عليه شهداؤها أبية حرة كريمة
والذكاء كل الذكاء في أي معركة ، أن نكون صفاً واحداً ونختار عدواً واحداً ، نختار الأشرس والأخبث والأوضح ، نختار من سلب حريتنا منذ أربعين سنة وولغ دماءنا منذ 11 شهراً
نحن توكلنا على الله ، ونعم به من ناصر
فلنكف ألسنتنا ونتروى في الاتهامات التي قد تصيب وقد تخطئ ولننصرف للعمل مع كل من يريد اسقاط هذا المجرم ، فالثورة تتلاطمها الأمواج وتهددها الأمراض وغداً يوم يأتي النصر بإذن الله ، يعرف الشعب يقيناً من عمل معه ومن تخاذل عن نصرته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق