السبت، 3 مارس 2012

العقم الدولي و خصوبة الثورة

لم يعد خفياً بعد كل أيام الموت الرهيب التي حلت بأرجاء وطننا الثائرمدى التلعثم والتعثر الذي يعتري الحراك الدولي وتكشف حقيقة المؤامرة الكونية الحاقدة لكن على الشعب السوري هذه المرة وليس على النظام الممانع كما يدعي الرئيس الغير شرعي و أركانه في
قصره البائس و ما نحن فيه من تقديم دماء أبنائنا و أخواننا في سوريا الحبيبة على مذبح المزايدات الدولية و المساومات السياسية الخبيثة بين أقطاب السياسة الدولية والتي بات جلياً انها يجب ان تصب كلها في خانة الأمن القومي الاسرائيلي…

و لنتذكرفي بداية الثورة اعتراف اللص الرسمي للنظام السوري رامي مخلوف وإقراره بتلازم المسارين الأمنيين لكلا النظامين وحالة التكامل الأمني الاستراتيجي مع العدو الحقيقي لنا و الافتراضي للنظام البائد ..من يدعي أنه يمكن المراهنة على مواقف القوى الدولية الكبرى التي تنادي كل يوم عبر منابرها ومنابر تشكيلاتها السياسية والتنظيمية و مجالسها الحقوقية بفداحة إجرام النظام السوري ووجوب معاقبته و كبح جماح وحشيته حتى بعد أن نال بعض مواطني هذه الدول من إجرام هذا النظام ما نالوه من قتل و تنكيل

مالذي يمكن أن يفسر هذه الحالة من العقم في التحرك الدولي و القيام بالمناورة تلو الأخرى فقط بغرض كسب الوقت وإعطاء الفرصة دائما وأبدا لهؤلاء القتلة حتى ينهوا ما بدأوا به من تصفية الثورة و قطع دابرها بكل الأثمان ..وحقيقة لم يعد الموضوع يتعلق بمبدأ الوصاية الشرعية التي يمارسها الروس و الصينيون على أركان النظام و لا حتى بالدعم الايراني الخبيث و الذي من الممكن ان ينهار أمام قوة التماسك الشعبي العقائدي للسواد الأعظم في سوريا ..ولنتذكر كيف تخلت روسيا عن حليفها و ربيبها سلوبودان ميلوسوفيتش الشقيق العرقي والعسكري و الاستراتيجي لروسيا في أوروبا ..كيف تخلوا عنه وتركوه لقمة سائغة للتدخل الغربي للناتو في كوسوفو و تصفية قلعة هامة و استراتيجية من قلاع روسيا في العمق الأوروبي ..و كيف كان القصاص وقتها دراماتيكياً و سريعاً و على أعلى مستويات القوة العسكرية والتخطيط العملياتي ..

لا يمكن بعد اليوم التشكيك بالفيتو الاسرائيلي على سحق هذا النظام الهمجي فاسرائيل وحدها فقط تملك مفاتيح الضغط الدولي على جميع الفرقاء مجتمعين لأن مصالحها وأمنها القومي مرتبط ارتباطاً مباشراً ووثيقاً بهذه المنظومة الدولية التي لا تملك من النزاهة ما يجعلنا نثق حتى بتعاطفها الانساني…وعليه ثقوا تماماً بأن الحل يكمن في أيدينا ..وبدعمنا وتماسكنا وتوحدنا والتفافنا حول الثورة وحراكها السياسي والعسكري بكل ما أوتينا من قوة لأننا بهذا الصمود نستطيع أن نصيب أكثر من هدف بنفس الوقت .بدءاً من التحرر الداخلي وبناء الدولة الديموقراطية القوية وصولاً إلى وضع العدو الاسرائيلي الحقيقي في خانة الخوف مجدداً ليعيد حساباته بوجود جار قوي حر عقائدي يمكن ان يفرض عليه مالايمكن أن تفرضه قوى واهية ذات عناوين ممانعة ومضامين فاسدة مفسدة..

وحري بنا أن نعيد ترتيب استراتيجيتنا وأدواتنا السياسية والعسكرية بحيث تتلاءم مع مقتضيات المرحلة الراهنة وتقتضي حسب رأيي الترتيب التالي:


** الالتفاف حول المجلس الوطني السوري وتقويم مساره وتفعيل أدواته ورفد صفوفه بكل الوطنيين الحقيقيين بشكل يمنع استئثار مكتبه التنفيذي الحالي بالقرارات التي لم تحقق حد أدنى من مطالب الثوار على الأرض وأنطلق هنا من مبدأ أن هذا المجلس هو العنوان الوحيد المطروح حالياً على الساحة الدولية وبدل أن نقوم بتعرية دوره وإفراغه من المخلصين الحقيقيين وانتقادهم أن نساهم بخلق آليات تجعل عمل المجلس أكثر فاعلية ودفع كل من نأى بنفسه عن الانضمام لهذا المجلس أن يطرح نفسه مدعوماً بتمثيله لقطاعات شعبية وثورية معينة ليكون ضمن هذه التركيبة وليأخذ دوره في المكتب التنفيذي والأمانة العامة من خلال آليات المجلس نفسه حتى لو يعجب ذلك بعض القيادات التي لم تنجح في دعم الثورة بشكل فاعل كل ذلك بعيداً عن التخوين والتهميش بل من منطلق الأداء الأفضل والأكثر مردوداً.



**دعم المكتب الاستشاري العسكري وتوضيح هيكليته وتوثيق علاقته بالمجلس العسكري للجيش السوري الحر وقيادته التنفيذية وتفعيل دور العسكريين وأن يتخذ نمط عملهم نفس الآليات المتبعة في قيادة وتوجيه الجيوش النظامية باعتباره التركيبة المنظمة البديلة للجيش النظامي المترهل الفاسد ..
**توحيد الجهود خارج أسوار الوطن عن طريق ربط التنسيقيات والتشكيلات الخارجية الأهلية والاجتماعية الداعمة للقوى الثورية على الأرض مادياً والقائمة بالجهود الاغاثية والتي برأيي هي التي تتحمل العبء الأكبر من دعم العمل الثوري وعلى شكل مساهمات فردية نزيهة أو تشكيلات صغيرة تأخذ غالباً نمط مناطقي وضروة الوصول إلى آلية موحدة تجمع عملها وربطها مع مؤسسات المجلس الوطني وهذا يقتضي التفرغ و الالتزام عند الكثيرين للقيام بهذه المهمة ..



كل ما تقدم برأيي يمكن أن يساعد على خلق التركيبة المتماسكة والبديلة للتركيبة المحتلة والقابضة على عنق المجتمع السوري ونأمل بأن تتحقق هذه الرؤية التي قد تمكننا بعون الله من تشكيل برلمان القوى الوطنية وحكومة الثورة لتستلم زمام المبادرة في الداخل فور سقوط النظام ولنا الله معيناً في ما نصبو إليه.. عاشت سوريا حرة أبية..



—————————–
مهند النحاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق