الجمعة، 24 فبراير 2012

النخبة الحقيقية

يقول روسو:
إن كل هذه الثقافة التي تجعل منهم سفلة فاسدي الأخلاق،ثم إن كل هذه الثقافة لم تجعلهم فاضلين صالحين و إنما حاذقين بارعين بالغش، إن مشاعرنا و غريزتنا أجدر أن تتبع من العقل الذي يدعو إليه هؤلاء!!!

هل يشعر عدد من مدعي الثقافة أنما سبق ينطبق عليهم؟؟؟

إن الثقافة النخبوية التي يدعو إليها البعض قد قضت تماماً على أي نظرة ايجابية قد يحملها أفراد المجتمع لمجمل ما يسمى الوسط الثقافي ،إن المثقف الذي يُنّظر لحكم الأسد أفضل بمراحل ممن يدّعي الانتماء للروح القادمة.

أنه يُنّظر لاستعلاء النخب المثقفة على الرجل العادي، فهل يصّدق نفسه أنه بتلونه مع المرحلة قد أصبح السوبرمان الذي دعا إليه نتشه؟

إن الحق الذي ينطق به شباب الثورة المقرون بروح الحماسة الصادقة في كل ساحة على امتداد سوريا، هو الضامن لحريتنا جميعاً، كما ضمن أدعياء الثقافة لنا عبوديتنا على مدى استمرار الحكم التقدمي التحرري!!
إن النخبة اليوم هي نخبة العمل و الكفاح نخبة الجيش الحر الذي يصنع بتضحياته الأساس الذي سننعم لاحقاً عبره بحريتنا جميعاً، إن السلوك و العمل الذي يقوم به الشعب ممثلاً برجل الشارع البسيط هو الذي يخلق النخبة القادمة.

إن النخبة الحقيقية اليوم هي نخبة الشعب و ليست نخبة الثقافة التي انهارت بفعل أصحابها قبل غيرهم.
ومن هنا نرجو من المجلس الوطني تقبل النصيحة من غيورٍ عليه، إن درجة شرعيتكم و شعبيتكم مرهونة بإحساس الشعب أنكم تتبنون مطالبه و تبتعدون عن السلوك المتكبر و النخبوي الذي قضى على غيركم، فالحذر الحذر من الابتعاد عن المزاج الثوري تحت أي حجةٍ كانت و يجب أن تظهر كل أعمالكم و تصريحاتكم لإرضاء و لمصلحة الشعب، و ليس لإرضاء هذه الجهة أو تلك إن كانت محلية أو إقليمية أو دولية.
إن مقدار اعتراف أي خارجٍ بكم، مرتبط فقط باعتراف الثورة بكم فلا تهّزوا هذا الاعتراف، و إلا سيكون مصيركم الاحتقار كغيركم.

إن الحديث السخيف القائل بأن الواجب عدم الانقياد لطلبات الشارع، وأن القيادات السياسية هي الأدرى أين تقع المصالح الحقيقية للشعب، كما أن الجماهير هي مجموعة من الغوغاء الجاهلة، و التي تستحق أن يتجاهل رأيها و تهمل طلباتها لصالح قناعة النخبة هو قولٌ سقطت مشروعيته عندما تحولت النخب لتدافع عن الظلم و لتجد مبررات القهر !!!

إن النقمة الشعبية تزداد نحو المجلس الوطني و ذلك ليس ناجماً عن عجزه فالثوار يستطيعون تفهم هذا العجز، و إنما للشعور بابتعاده عن المعاناة الشعبية.

و إن الخطوة العملية الوحيدة التي يمكن أن تحفظ للمجلس الوطني الاعتراف و التمثيل الشعبي هو التبني الكامل للجيش الحر، بحيث تغدو الأوامر للعمليات و كأنها تصدر من القيادة السياسية المتمثلة بالمجلس الوطني، و هذا يتم بضم قائد الجيش الحر للجنة التنفيذية، و ضم قيادة الجيش للمؤتمر العام للمجلس الوطني.
ختامأ ندعو الله أن يحفظ الثورة من المعارضة و سيحفظ الشعب نفسه من النظام؟


بوركتم وطبتم عسى أن يجعلكم الله من الصالحين و يورثكم الأرض انه عزيز حكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق