الجمعة، 17 فبراير 2012

لا نريد تدخلا خارجيا


حدث أثناء تقسيم يوغسلافيا السابقة أن قامت أوربا والمجتمع الدولي عموما بحظر السلاح على الطرفين المتحاربين( الصرب – والبوسنيين) وفرضت عدم التدخل الخارجي وهي عملية ظاهرها حب للسلام والعدل، ولكن باطنها يخفي شرا ومؤامرة لأنهم يعرفون نتيجتها مسبقا ، فما الذي حدث.


الذي حدث أن السلاح امتنع عن المسلمين في البوسنة أما الصرب فهم يسيطرون على دولة صربيا المجاورة وتحول كل سلاح يوغسلافيا لهم ،أي أصبح الصرب مدججين بأقوى الأسلحة وفتكوا بالمسلمين العزل المحرومين من السلاح . وترتب على ذلك أن حدثت مجازر بالمسلمين يقشعر لها الجبين،وكان شعار المسلم وقتها: أفضل من أن تعطيني رغيفا ،هرب لي سلاحا أدافع به عن أولادي، ولكن هيهات فقد حاصرهم الصرب من جانب والمجتمع الدولي من الجانب الآخر وتركوهم للاغتصاب والذبح كالنعاج . ثم اضطروا للتدخل على استحياء بعدما فاحت رائحة الهمجية والوحشية في قلب أوربا.



وهذا ما يحدث في سوريا، فالغرب ومعه الكثير من الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تنادي بعدم التدخل الخارجي في سوريا ، فماذا يعني هذا ؟ إنه يعني عدم التدخل إلى جانب ثورة الشعب، ولكنه يترك المجال للتدخل الخارجي مسموحا لدعم الطرف الآخر وهو عصابة النظام ، حيث تتوالى إليه الأسلحة من روسيا والإمداد الخارجي من طائفيي إيران والعراق ولبنان ، إنه يرتكب مجازر تضاهي مجازر الصرب وتفوق جرائم التتار.



لماذا يكون السلاح والإمداد من الخارج للثوار تدخلا خارجيا؟ ، أما السلاح الروسي والإمداد الإيراني لعصابة النظام لا يعد تدخلا خارجيا ؟
إذن فنحن الثوار نطالب من يتبجح بعدم التدخل الخارجي ،أن يوقف أولا الدعم والتدخل الخارجي لصالح النظام وأن يكف النظام عن الاستقواء بالأجانب سواء من روسيا أو الإيرانيين أوغيرهم.



إذ ليس من العدل أن أحرم الشعب الأعزل من التسلح بعدما ثبت أن النظام يقتله ويستقوي بالأجانب من أجل ذلك.


————————–

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق