الاثنين، 20 فبراير 2012

الشعب يريد دعم الجيش الحر!

الجهاد لا يحتاج لإعلان من أحد … الجهاد معلن منذ أن أذن الله للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، منذ معركة بدر ، وليس المسلمون من ينتظرون شخصاً ليعلن لهم زحفاً مقدساً أو يعهدون لبشر ان يعلن لهم فريضة كالجهاد
فكيف إن كان شباب سوريا قد أعلنوا أعظم الجهاد حقاً منذ أول مظاهرة منذ آذار ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر …
شباب سوريا ساروا على درب الجهاد يوماً بيوم منذ أحد عشر شهرا يقدمون الشهيد تلو الشهيد ، مجاهدين في الله بأرواحهم في المظاهرات وأموالهم في الاضرابات وآلامهم في المعتقلات و كرباتهم في حصار المدن و انتهاك الحرمات …
شباب سوريا قدموا أسياد الشهداء منذ أن قام أبطال درعا إلى شوارعها فطلبوا الحرية لشعبهم وأمروا الجزار ونهوه فقتلهم … ورسول الله يقول ” سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ”

فما يجب أن نطلبه الآن هو دعم أبطال الجيش الحر … الذين يردون الوحوش الهائجة التي سلطها بشار وعصابته على الشعب …
ما يجب أن ننادي به في كل مظاهرة هو اعتراف العالم بثورة الشعب و حق الثوار بتمثيل بلادهم …
أما منظر الجموع الغاضبة تهتف بإعلان الجهاد عدا عن كونه غير ذي معنى واقعي للسبب الذي قلناه ، فهو يستغل لتشويه صورة الثوار وادعاء أنهم يريدون السلاح لحرب مقدسة ضد الغرب أو الشرق يستحضر لها الخبثاء أكاذيب المستشرقين لتخويف العالم من الثورة السورية ومنعه عن دعم الجيش الحر أو تزويده بالسلاح أو اتخاذ أي تصرف لتسهيل مهمته من جهة ، وتخويف أبناء سوريا من دوامة تسلح وحرب داخلية يقلد فيها السلاح لكل من هب ودب ويتقاتل أبناء شعب لن يعدم أي من أطرافه طريقاً للحصول على السلاح – من صديق أو عدو – ليرفعوه على بعضهم وتنجر البلاد لا قدر الله إلى هرج ومرج وفوضى يضيع فيها دور الجيش الحر ويهمّش دوره ليصبح طرفاً من اطراف ، وتهدر مكاسب الثورة وأهدافها وتضيع تضحيات الشعب …
فنعم … الشعب يريد دعم الجيش الحر ، الشعب يريد تسليح أبطاله ، الشعب يريد الاعتراف بثواره
لكن التسلح لا يجوز أن ينفلت بلا عقال ، ويحمله كل الناس ، فالسلاح له أهله وليس مادة للاستهلاك الشعبي ، وإن أهم تحد الآن يواجه الثورة والجيش الحر هو تنظيم صفوفه وضبط تسلح أفراده
ولنا في بعض بلادنا التي سبقتنا للحرية قدوة ، ففي الزبداني كان يحمل كل ثائر بطاقة مهمة من قيادة الجيش الحر فيها ، توضح الإذن له بحمل السلاح بهدف معين.
وفي سراقب أقسم أبطال الجيش الحر على قسم الثورة لحماية أهدافها وأهلها ، و تسير عملياتهم وفق دراسة ميدانية وسياسية بالتنسيق مع ثوار البلدة.
الجيش الحر هو حامي الثورة بعد الله ، وهو بفضل الله من قلب موازينها ، و هو بتوكلنا على الله من سينتصر لشهدائها ، فيه أبطال الجيش المنشقين الذين وضعوا بانشقاقهم أرواحهم على أكفهم وخاطروا بأنفسهم وأهليهم ، فما يعرف الواحد منهم منذ انشقاقهم مأوى ولا يرى أهلاً وهو يهرب من موت إلى موت ، لكن أيضاً من ذل إلى عزة …

لكن حسن التعامل مع موضوع التسليح وسد ذرائع الفوضى فيه هو التحدي القادم الذي ستعبره الثورة السورية بإذن الله كما عبرت سواه من قبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق