السبت، 18 فبراير 2012

مشكلة المعارضة السياسية السورية


إن مشكلة المعارضة السورية مشكلة عويصة ولا يمكن حلها إلا إذا تنازلت كل فئاتها عن تكبرها و عنجهيتها و غطرستها.

إن مشكلة المعارضة المثقفة و التي تتحمل وزر دماء الشعب السوري كما يتحمله النظام المجرم و لكن بدرجة أقل هي أن كل الأطراف لا تتفق مع بعضها ولا تفهم لهم رؤية واضحة حقيقية و لم يتفقوا حتى الآن على كيفية إزالة حكم الأسد أو آلية ما بعد سقوطه و كيفية المرحلة القادمة ..

أنا لست برجل سياسة و لا رجل قانون و لكني مواطن سوري بسيط أعاني و على مدار أحد عشر شهرا من عمر الثورة المباركة من آلام الغربة و أنني لم أستطع مشاركة الأبطال على الأرض في سوريا الحبيبة و أتألم أكثر بأن من يمثلونهم من كافة أطياف المعارضة كل المعارضة و على اختلاف انتماءاتها دون المستوى المطلوب حتى الآن و دون طموحات الشعب الثائر في الداخل ..
و على مدار شهور الثورة تشكل أهم فصيلين في المعارضة هما المجلس الوطني و هيئة التنسيق الوطني.

لقد كانت المشكلة بين الطرفين من وجهة نظري كالتالي:

أولاً ماهية الدولة بعد سقوط الأسد : بين هيئة التنسيق التي تريد صراحة دولة لا دينية و أن الدين لله و الطن للجميع و ألا تتحكم ديانات السماء بقوانين الدولة أما المجلس الوطني فكان مصرا على مبدا مدنية الدولة أما دين الدولة يحدده المواطنون وكانت هذه أول وقيعة بين الطرفين .
ثانياً سلمية الثورة و حملها للسلاح : الصراع بين هيئة التنسيق التي ما تزال إلى الآن تصر على ألا ترفع السلاح بوجه نظام المجرم و أن تكون الثورة سلمية كثورة غاندي في الهند و بين المجلس الوطني الذي ينادي بالتدخل الخارجي تحت البند السابع و حظر للطيران و خلق مناطق عازلة للشعب كي يأمن من القتل على يد المجرمين وهو بذلك يلحق ما نادى به المتظاهرون في الشارع.
ثالثاً ولاء كل منهما للغرب بطريقته المختلفة عن الآخر: فهيئة التنسيق كانت ولا تزال تريد أن يتم الضغط على النظام الأسدي عن طريق روسيا و الصين و ايران من أجل خلق حل سياسي للبلد يحافظ على كينونة الدولة وهي ضد تدخل الغرب المتمثل بحلف الناتو و الدول العربية و تركيا الامبرياليون , أما المجلس الوطني فهو لا يريد مشاركة روسيا و الصي و ايران المشاركون في قتل الشعب السوري و يريدون المساعدة من الدول الغربية على الاطاحة بنظام الأسد على الطريقة الليبية تقريبا.
رابعاً موضوع الجيش الحر و دعمه : فالمجلس الوطني أصبح شريكا للجيش الحرو داعما له و ضمن هيكلية واحدة أما الهيئة فهي ضد الجيش الحر لأنها بالأصل ضد العنف و هي طعنت لأكثر من مرة بعناصرالجيش الحروبأنها تسعى إلى المحافظة على مؤسسة الجيش الوطني من التخريب.
أنا حقيقة لا أريد أن أخوّن طرفاً دون طرف أو أقول أن هذا الطرف وطني و هذا الطرف خائن و لكن طفولية الطرفين استدعتني أن أقول أن كلاهما لا يريد العمل مع الآخر و كل منهما يعطي الآخر دروساً في الوطنية و كل منهما ينتقد الآخر و يذكر عيونه أكثر من عيوب النظام و أكثر من انتقاده للنظام القاتل و أنه هو الذي يقدم التضحيات و قدمها سابقاً في معتقلات نظام المافيا و نسي كل من الطرفين أنه لولا الثورة السورية لما كان لأحد من السوريين أن يهتم بهم أن أن يجمعهم …
أخوتي أعضاء المعارضة أنتم و بكل أطيافكم لم تقدموا أي شيء للثورة حتى الآن غير الكلام الفارغ الذي يجد مكانه الحقيقي في الكليات أنتم أفلحتم فقط في تضييع الوقت و الآخذ و الرد على بعضكم البعض و إلقاء كلمات التنظير بينما الشعب السوري البطل يعاني الأمرين على يد الطغمة الحاكمة ..
أعزائي المعارضة أين أنتم من الأعمال الإغثية للشعب السوري أين أنتم من الدعم الإغاثي للشعب المتضرر إن من يحرك الثورة في الداخل هم تنسيقيات الثورة ( في الداخل و الخارج ) فقط لا أنتم ومن يجمع الأموال الإغثية للشعب الصامد في الداخل هم تنسيقيات الثورة لا انتم ..
أحبتي المعارضة أنتم و بكل أطيافكم لم تقدموا أي شيء للثورة السورية حتى الآن بسبب طفوليتكم في التعامل مع بعضكم و رفضكم للعمل المشترك مع بعضكم البعض انتم حتى الآن السبب الرئيسي لتخاذل الكثير من دول العالم عن نصرة الشعب السوري في قضيته أنتم و بكل أطيافكم نسيتم أو تناسيتم ان أسباب عدم توحدكم هو غروركم أولا و تكبركم على الشارع ثانيا وولاءاتكم للخارج ثالثا .
عيوني أصحاب المعارضة أرجوكم أن تلتفتوا للداخل و تحسوا بمعاناته و أن تدعموا صموده بالفعل لا بالكلام و أن تتحدوا و أن تنسوا الخارج قليلا و اعلموا أن لا الناتو ولا روسيا و لا الصين و لا ايران و لا اسرائيل تريد الخير للدولة السورية و اعلموا أن الأسد مرغوب ببقائه حتى يدمر البلد و يبيد الشعب السوري بكل أطيافه و أن تنسوا نصيبكم من تركة الأسد و أن الطائفية قد دقت أبواب سوريا و دخلت و كل ذلك بسبب التفكير الطائفي للنظام الأسدي و محاولته اشعال الفتنة الطائفية باستخدامه رجال حزب الله و الصدر و الحرس الثوري الايراني و اعملوا أن التدخ الخارجي في سوريا موجود بالقاعدة العسكرية الروسية و دعم روسيا و ايران للأسد بالسلاح و الرجال و الخبرات الممكنة لقمع الثورة المباركة.
لذا عاجلوا يا أيتها المعارضة السياسية و اتحدوا و تنازلوا عن كبريائكم للشعب السوري من أجل أن تلحقوا بركب الثورة التي سبقتكم أشواطا طويلة جدا و آمل أن تلحقوا بها فانتم بالنهاية خدّام للشعب السوري البطل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق