الجمعة، 17 فبراير 2012

سورية تتوعد العالم بالكوارث

      كم كنتَ فخورا أيها الطاغية بمندوبك الذي ارسلته ليهدد العالم بالكوارث إن هم صوتوا على قرار مجلس الأمن .
ولكن للأسف فإن المجتمع الدولي لم ترعبه تهديدات وزير خارجيتك من قبل؛ بشطب هذه الدول عن الخارطة ، ولم ترهبه اليوم تهديدات بشار الفارسي بالكوارث ، ولا حتى التهديدات المبطنة لحليفه الايراني في الأمم المتحدة ، وكانت النتيجة أن صوتت (137) دولة؛ غير الدول التي لم تستطع لأسباب فنية ومالية من التصويت لصالح القرار ، مقابل فقط (12) دولة ضد القرار والتي كانت معروفة سلفا ( روسيا – الصين – فنزويلا- كوبا – بوليفيا – نيكاراجوا – الأكوادور- ايران – كوريا الشمالية-
روسيا البيضاء- زمبابوي- سوريا).
وهذا الأمر ان دل على شيء فإنه يدل على فشل الدعاية الأسدية ودولها الحليفة في خداع الرأي العام العالمي ، على الرغم من استخدامها كافة سبل الاحتيال الاعلامي لتجيير الجرائم لصالحها.
واليوم انكشفت هذه العصابة أمام العالم ، وسقط عنها القناع التي كانت تخفي وراءه بقايا شرعية زائفة، وانفضحت سياسات الدول الاستبدادية الداعمة لهذا الطاغية ولم يبقى لها من حجة في دعمها له .
لقد بدا الجعفري متخبطا في كلامه وهو يحاول البرهنة على الاستهداف المسبق لنظامه، و يرمي التهمة تلو التهمة؛ تارة يوجهها لدول الخليج العربي، وتارة يوجهها للدول الغربية، ويتهمها بدعم الجماعات المسلحة والعصابات الارهابية التي فجرت في دمشق وحلب ، ولم يعلم أن جرائمه المكشوفة لم تنطلي على العالم بأسره ، وأن ساعة الحقيقة أزفت ، وبات عليه وحده مواجهة الضمير العالمي .
بدورها علقت وزيرة خارجية الولايات المتحدة على نتيجة التصويت بتأكيدها، أن هذه النتيجة هي بمثابة رسالة واضحة للشعب السوري أن جميع دول العالم تؤيده ، وتساءلت كم من المدنيين يجب ان يقتل حتى يستجيب الأسد لمطالب شعبه.
يبقى أن ننتظر ترجمة هذا القرار على الواقع السوري ، والاسراع في تقديم العون الاغاثي والمالي والعسكري للشعب المقاوم ، لتسهيل الانتقال الى مرحلة أخرى من العمل الثوري في الأيام القليلة القادمة ، و يكون هذا القرار بداية انطلاق للدول الصديقة للشعب السوري التي ستجتمع في تونس الاسبوع القادم ، في تطبيق سياستها الداعمة لطموحات الشعب السوري. والتي كانت بدايتها القرارات التي صدرت عن المجموعة الاوربية .
فهل نرى قريبا تحولا استراتيجيا تجاه تلبية طلبات المعارضة السورية ، والمتمثل في المنطقة العازلة ، و الممرات الآمنة ، والحملات الاغاثية ، وايجاد الآلية المناسبة لتنفيذ بنود المبادرة العربية؟ .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق