الجمعة، 26 أكتوبر 2012

"أثناء الهبوط" من مذكرات فيليكس بومغارتنر... صخر ادريس

أثناء هبوطي من الفضاء شاهدت الكثير من الاطفال ورأيت أنواراً تخرج من أجسادهم يحلقون، واتجاههم بعكس اتجاهي، انا أهبط وهم يصعدون..

استغربت كيف تغلبوا على قوة الجاذبية دون أية تجهيزات، حفزت ابتساماتهم البرئية شجاعتي وقلت محدثاً نفسي: إذا الأطفال فعلوها فانت تستطيع يافيليكس..

أردت إلقاء التحية عليهم وعندما اقتربت منهم أثناء هبوطي، أثار انتباهي وهلعي في نفس الوقت أمر غريب فقد رأيت أن ثياب هؤلاء الأطفال غارقة في الدماء، وبعضهم مفتوح الرأس وبعضهم الأخر مبتور اليدين كما رايت طفلة مثقوبة
الجسد... وهالني منظر جسد لا اعرف إن كان طفل أم طفلة فقد كان مقطوع الرأس...وجميع هذه الأجساد اللطيفة الجميلة تُنير بأنواراً ساطعة مهدئة للنفس ومريحة للبال..تستطيع تحسس الابتسامات تخرج من مسامات أجسادهم او ماتبقى منها، لأنك تعجز عن رؤية الوجوه حيث أن معظمها اختفت معالمه...!!؟؟؟

اخذتني الصدمة ولم أستطع السلام عليهم فقد كانوا أسرع مني...

عندما هبطت سألت العلماء الذين شاركوني التجربة عن هؤلاء الأطفال، استغربوا وظنوا انها انعكاسات خوف وهلوسات فضائية تنتهي بعد دقائق..

لم الق تفسيراً.. اقنعوني بأنها صور عربد بها خيالي من هول القفزة..

وصلت البيت أردت الاحتفال مع نفسي ..فتحت جهاز التلفزيون..

كانت نشرة الأخبار تتحدث عن قفزتي البطولية، وتحطيمي لأكثر من رقم قياسي..ثم انتقلت المذيعة إلى خبر ثانوي وفجأة ..صرخت منادياً والدتي وأنا أقول:

نعم إنهم هم .. نعم هؤلاء نفس الأطفال الذين رأيتهم وأنا أهبط ..

لقد كانو على شاشة التلفزيون.. نفس الوجوه ونفس الاجساد ونفس الثياب الغارقة بالدماء ونفس الابتسامات... نفس الفتاة ذات الجسد الثقوب..ونفس الجسد مقطوع الرأس الذي حيرني ...

لكن ماذا يفعلون هنا.!!؟؟ كان هناك الكثير من البشر ينتشل هؤلاء الأطفال من تحت أنقاض ودمار هائل..

عند انتهاء نشرة الأخبارأنهت المذيعة: كانت هذه تغطية مباشرة وحية بعد قصف مدينة سورية بالبراميل الطائرة..

هناك تعليق واحد:

  1. القصة مؤثرة ونرجو التوثيق ولكن بهذه القصة أو بدونها إيماننا لا يتزعزع بفطرية الطفولة وحكم من قتل الأطفال عند الله لا يختلف به اثنان أما أنوارهم فهي باعتراف الجميع تعم الأرض والسماء ببهائها
    وأخص أطفال سورية شهداءها أبهى شهداء على وجه الأرض

    ردحذف