السبت، 3 مارس 2012

مثقفون .. ولكن !

محمد أبوجزر
قرأت قبل فترة مقولة للأديب الدكتور مصطفى السباعي : إن السياسيين في أمتنا يبدأون حياتهم كالعاشقة , وينتهون كبائعة هوى .
من هنا أبدأ وعلى هذا أقيس حال المثقفين في أمتنا الذين زادوا على كونهم بائعي هوى ليبيعوا معه أفكارا” مخدرة لأمتنا العربية .
فحين تجد الكثير من المثقفين العرب الذين هم الوجه المشرق للأمة العربية يدافعون عن قاتليها و يبرروا لهم ذلك القتل ليس فقط من أعدائها بل من أبناء جلدتها عليك أن تقف عند هذه النقظة وتسأل : هل فعلاً هم وجهنا المشرق ؟ هل فعلاً هذه هي الثقافة الحقيقية ؟ هذه
الرؤية السوداوية للمثقفين أو بعضهم لم تأت من فراغ ولكن مبنية من قراءة للوضع العربي في المرحلة الحالية التي تعتبر من أدق المراحل وأصعبها في حياة المواطن العادي وهي مرحلة الإنتقال من الطغيان إلى الديمقراطية التي ستحدد معها شكل هذه الأمة و مستقبلها .
ولا أخفيكم أنني بدأت أؤمن أن بعض المثقفين هم السبب الرئيسي في أمراض الأمة على مدار العقود الماضية من خلال تطويع ثقافتهم لتناسب الطغاة في الأمة العربية .
فحين تستطلع آراء الكثير من المثقفين أو تقرأ بعض آرائهم في الصحف والمواقع الإلكترونية تراها مخزية ولا تتناسب مع آمال الأمة و تطلعاتها في حياة كريمة تعيد للمواطن العربي الكثير من المفقودات من كرامة وحرية والحلم بالمستقبل الذي تحول بظل حكم الدكتاتوريات لكوابيس تؤرق منامات الجميع و أصبح مجرد التفكير بالتغيير كفرا” وردّة يستتاب فيها المواطن أو يعدم تحت قوانين عدة إبتكرتها هذه الأنظمة لتبقى جاثمة على قلوبنا أكثر فترة ممكنة تمتص فيها دماء أوطاننا وخيراتها و ليصبح المواطن كالمحكوم بالإعدام ينتظر التنفيذ بشتى الأشكال و الألوان أبسطها لف الحبل على رقبته التي تلاشت مع الجوع المطبق في أوطاننا !
المثقفون العرب أصبحوا بعيدين عن الشارع وجراحه إن لم يكونوا كالملح على جراحنا الملتهبة منذ أكثر من خمسين عاماً!
فهذا من يدافع عن طاغية أو ذاك الذي يدافع عن نظام تحت حجج مختلفة آبسطها ” المؤامرة ” التي أصبحت الشماعة التي يعلق عليها الكثير من المثقفين آرائهم وإستفزازاتهم حين لا يجدون تفسيراً لأي موقف دولي أو عربي أو لا يجدون تفسيراً لهذا الجموع من المواطنين التي زحفت تطالب بحقها بعد سنوات الكبت والإستبداد متنوع الأشكال سياسياً كان أو ثقافياً أوغيره, وقد يكون هذا الدفاع لمصالح مادية أو منصب سياسي , ليصبح تزاوج الثقافة مع السلطة أشد قذارة وجرماً من تزاوج المال معها ! على الكثير من المثقفين في الوطن العربي إعادة حساباتهم في التعاطي مع الوضع العربي الراهن لأن التاريخ يكتب مرة واحدة وإن ما سيكتبه التاريخ عنهم لا يمكن محوه من قبل الأنظمة التي يدافعون عنها لأن هذه الأنظمة ستذهب والشعب والوطن باقيان وسيحاسبهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق