الاثنين، 20 فبراير 2012

في ١٥ آذار كانت البداية

















بشار عندما كان يدعي كذبة المقاومة والممانعة كنت انا اول من صدقه وهتفت باسمه في الساحات وارتديت صوره على تيشيرتاتي … احببته من كل قلبي … كنت ارى فيه ككل السوريين بارقة الامل بمستقبل مشرق ينقل وطني من مصاف الدول المتخلفة للدول الصناعية الكبرى أسوة بكوريا وماليزيا … كنت ارى فيه مهاتير محمد ماليزيا … لكن بعد ١٥ آذار الماضي غير كل شيئ؟؟؟
عندما تعامل بسلبية مع تصرفات ابن خالته عاطف نجيب مع مابات يسمى بحادثة اطفال درعا … بدأ رأيي فيه يتغير … لم يعد هو الدكتور والزعيم الذي كنت اتخيل … اهتزت صورته في ضميري كثيرا.
صدقت في البداية رواية النظام حول تورط جهات خارجية بالأحداث .. وافترضت امكانية التغرير بالاطفال لكن …. الدم الذي غطى ارض حوران والعصابات المبالغ بقوتها في بلد نحن اهله ونعلم قوة الامن والمخابرات فيه وباستحالة وجود عصابات بهذه القوة التي تعجزحتى الفرقة الرابعة وبقيادة شخصية من ماهر اخ الرئيس من القضاء عليها خلال شهور !!! اي عاقل بعد هذه العلامات سيصل لحقيقة ان مايجري على الارض ثورة شعبية بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى.
كنت حياديا في بداية الاحداث …. لاأكترث بمصطلحات الثورة من حرية او عدالة … على اعتبار اني من طبقة ميسورة واكبر مشكلة عندي هم تغيير سيارتي كلما توفر بالسوق سيارة احدث …!! وبقيت متفرجا على مايجري معتبرا ان الثوار يقودون الوطن للخراب .. وتمنيت للحظات ان ينتهي كل شئ حتى بقليل من العنف.
ماشاهدته بحماة من مظاهرات خرافية لم اكن اتخيل ان اراها في وطني الذي يسيطر فيه المخابرات حتى على الهواء الذي نتنفسه … وما صدمني وجعل كل مبادئي تنقلب هو القاشوش …. نعم القاشوش.. وبالتحديد من كلمة طز ؟؟؟؟
للمرة الاولى بحياتي اسمع صوتا وببث مباشر لافبركة فيه ولا تلفيق من منشد يقول يابشار طز فيك وطز باللي بيحييك !!! معقول !! على ارض سوريا ويوجد مواطن يمتلك جرأة أسطورية ليصرخ بعالي صوته وعلى الملأ … يابشار طز فيك !! ومازال حيا !! مستحيل ….
وسقطت القداسة … راحت الهيبة .. بشار الذي كنا لانتجرأعلى ذكر اسمه الابالألقاب … سيادة .. السيد .. الرفيق .. يأتي شخص لم اسمع بإسمه من قبل ويقول هذا الكلام … تيقنت بلحظتها ان هذا المنشد ميت … أنه بكلمته هذه … طز … ستكلفه حياته … وهذا ماحدث.
طريقة ذبح القاشوش الذي دفع حياته ثمنا لحرفين جعلتني اتخلى عن حياديتي .. كنت متأكدا بخبرتي وعلاقاتي بالحزب ان من ذبح القاشوش من رجال النظام فلاأحد في سوريا يمتلك هذه الوحشية مثل مخابراتنا.
ناقشت بموضوعية متناهية بعض المؤيدين .. خاصة المثقفين منهم مثل العضو كريكر و علوش وغيرهم .. لكنني لم اجد اي منهم مقنعا بانتمائه … على العكس .. لاحظت ان ولائهم لبشار مبنيا على العناد اكثر منه منطق وقناعة … وحتى الآن لم أجد موالي لبشار ذو حجة تدفعني لتغيير رأيي من ان مانعيشه اليوم في وطننا هو ثورة شعبية ضد ظلم عانى منه وطننا على امتداد ٥٠ عام لاأعرف منها الا نصفها تقريبا … وعرفت عن النصف الآخر ماأذهلني من أحداث حماة و مجزرة تدمر و الاغتيالات لكل من يفكر مجرد التفكير في تغيير التركيبة الطائفية التي يتكون منها هيكل الحكم في سوريا.
متأكد أنا كلامي لن يعجب الكثيرين في الروم … لكن … سوريا .. دمشق .. بيت جبري .. ياسمين الشام الذي أعشق رائحته هو مايدفعني للمخاطرة بحياتي والتي هي بالتأكيد ليست أغلى من حياة القاشوش الذي قدمها برضى وحب على محراب الحرية التي نحلم فيها عندما يسقط فيها هذا الطاغية الذي يقصف بحقده اهلنا بحمص .. يدمر بغروره وطننا الغالي الذي لطالما مد يد العون لأخوتنا العرب الذين عندما احتجناهم كانوا كالسلاحف في مساعدتنا للخلاص من جبل طائفي يجثم على صدر شامنا ولا يريد مفارقتنا قبل ان يعيد وطننا الى العصر الحجري بكل ماأوتي من قوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق