الاثنين، 20 فبراير 2012

ايران وسوريا … الجمهور والسنة والشيعة

لا شك ان ايران – نظام خامنئي فيها – يستثمر في ثورة البحرين وفي شيعة العالم بشكل عام
لكن نحن لا نحكم على النوايا ، وانما على المطالب والاهداف وهم لا يطالبون بغير ما يطالب به جميع الثوار العرب
أما أن الشيعة لهم مرجعية سياسية واحدة أو أنهم سواء وعلى قلب رجل واحد برأي واحد ،فهذا غير صحيح
لكل طائفة مرجعية ، أليس المشايخ او العلماء هم مرجعية بالنسبة للسنة أيضاً ؟ وليس من عيب في ذلك
نعم ، معظم الشيعة “يقدسون” مشايخهم ويتبعوهم اتباعاً أعمى … ( أتمنى أن يعافيهم الله من ذلك وأن يقينا أن نفعل مثلهم يوماً ! فلن يكون من فرق عندها بين شيعي وسني لا يقبلان على شيخ معين نقداً و يهتفون له بالروح والدم ! )
لكن الفكرة المهمة أن:
هناك الكثير من الشيعة لا يقبلون بمرجعية ايران او سواها ، وهناك مرجعيات شيعية على تضاد تام مع مرجعية الخميني وولاية الفقيه تبعه و لا تسلم لذلك من الاضطهاد والتشهير
المنزلق الذي يجب أن نحذر منه … والذي ندفع إليه للأسف ولا ننتبه له بأيد خارجية حاقدة منذ أن دخل المحتلون بلادنا بل ومنذ بدء انحطاط الخلافة العثمانية هو الشعور الطائفي
لم يعرف السنة – أو من يصنفون اليوم كذلك – لم يعرفوا أنفسهم كطائفة إلا مؤخراً ، فمصطلح أهل السنة لم يكن مقابلاً للشيعة ، ولم يوجد في عصر الفتنة أيام الصحابة
بل وجد مرادفاً لأهل الحديث وهم أحد مدرستين فقهيتين في العصر العباسي – أهل الحديث وأهل الرأي – ثم كفئة من العلماء تصدت لتيار المعتزلة لاحقاً
من يسمون اليوم بالسنة ، لم يعرفوا أنفسهم كطائفة أبداً و الطبيعي أن لا يشعر التيار العام بأنه طائفة مقابلة لتيار أصغر أو وجهة نظر تبنتها أقلية
لم يعرف المسلمون التصنيف الطائفي يوماً كما يحصل اليوم … فكل ما كان هنالك هو تيار عام هو إجماع الأمة أو الأكثرية أو عموم الشعب ، ووجهات نظر منفصلة تبناها مجموعة ودافعوا عنها و لم يلاقوا من الشعب سوى الجدال بالحسنى و تقبل الخلاف بدون أن يتطرق لذلك أي شكل من الاضطهاد أو التقسيم وذلك طوال العهد الذهبي للأمة الاسلامية … الأمة التي كانت أولى ميزاتها استيعاب الخلاف والمخالفين بدءاً من استيعاب الحضارات المختلفة التي انصهرت في بوتقة واحدة و الشعوب المجاورة التي تكلمت بلغة الأمة واحدة – إلى جانب لغاتها الخاصة – والديانات الأخرى التي تميز الاسلام باستيعابها ليقيم أول دولة تحكم بمبدأ الأمة مختلفة الأديان بدءاً بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة عاصمة دولة الإسلام الأولى التي ضمت المسلمين واليهود والمشركين
ثم أفل نجم الأمة وبهتت حضارتها وسرت في فكرها ثم في جسدها الأمراض و اضطهدت بعض المذاهب وانزوت وشكلت طوائف … ومع ذلك لم يبث سم الشعور بالطائفية لدى عموم الأمة و بقي مزاجهم العام هو استيعاب الخلاف
إخوتي الكرام …
آن الأوان لنستيقظ …
لأي طائفة انتمينا يجب أن نكف عن هذا السلوك … يجب أن نضع حد لأسلوب التفكير المريض هذا كله …
إن في فكر الشخص المنتمي لطائفة ضعفاً يعمي بصره ويوهن همته ويزين له الشك الدائم بالآخرين و يجعله يعود عند كل خطر لانتمائه البدائي هذا ، لجماعته الأكثر انغلاقاً وهي الطائفة
بينما تخف حدة هذا السلوك ، إن لم تثر بتحريض خارجي ، لدى أبناء المذهب أو الدين الأوسع انتشاراً أو ما يسمى حالياً بالأكثرية … ولذلك فنعم ، علينا نحن أبناء “الأكثرية” مهمة أصعب ، علينا أن نتحمل مسؤوليتنا و نبادر لنخلص أنفسنا أولاً من التفكير الدخيل هذا فنحن لسنا طائفة … ثم نبادر لنطمئن إخوتنا من بقية الطوائف ، ونساعدهم ليتجاوزوا هذا التفكير وينضموا لنا سواء في الثورة الآن أو في المجتمع لاحقاً بكل أريحية وبدون حدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق