الأحد، 26 فبراير 2012

خواطر

1. يرى الكثيرين أن تسليح المعارضة ودعم الجيش الحر هو المطلب الأساسي في هذه الأيام، وهذا مطلب حق لا شك فيه، ولكن، أليس إنقاذ المحاصرين في حمص أولى ومطلب أهم في هذه الأيام؟
المحاصرين لا يعانون من قصف عصابات الأسد فقط، بل هم مهددون بالموت جوعاً، بابا عمرو لوحدها فيها 100000 ساكن، هل يمكننا القبول بموتهم جوعاً لحين تسليح المعارضة ودعم الجيش الحر؟

لا أعلم بخفايا وسرائر اللذين ائتمروا بتونس، ولا أعلم إذا كانوا جادين بنصرتهم للشعب السوري أم هي مجرد مهل جديدة لبشارون ليقمع الثورة، ولكن لا أملك إلا أن أشكرهم على وصفهم بشارون بالمجرم وأن أقف معهم بأولوية الإغاثة الإنسانية.
ما سيكون الفيصل بيننا وبينهم، هو تصرفهم على الأرض لتحقيق هذه الإغاثة وإنقاذ أهلنا في حمص.

2. كثر الحديث عن أن العلويين هم اللذين يقتلون، وهذا صحيح، ولكن متى أصبح العلويون نصف السوريين؟؟؟
ما يعزز قولهم السابق هو حالة “الزبداني” عندما أرسل النظام العديد من قواته للسيطرة عليها، فكانت هذه القوات تنشق وتنضم للجيش الحر، مما اضطر النظام للهدنة حتى تمكن من تحريك الفرق الموالية، ومن هنا، قال من قال بأن النظام لم يعد قادراً على الإعتماد الجيش العادي ولم يعد لديه سوى فرقه الخاصة كالحرس الجمهوري والفرقة الحادية عشر.
ولكني لا أرى بأن النظام سيقوم بمقامرة إخراج الحرس الجمهوري من دمشق، ولا إبعاد الفرق الخاصة ذات الأغلبية العلوية عن دمشق لأكثر من حدود ريفها.
بل وحتى لو قرر ذلك، فليس لديها العدد والعتاد الكافي للإنتشار على كافة التراب السوري كما نرى في هذه الأيام.
إذاً من الذي يقصف حمص وإدلب وريف حلب وريف حماة؟؟؟
هل هم العلويون؟؟
كلمة حق سأقولها ولو كانت ستجعل الكثيرين يحقدون علي:
كلاب الأسد ليس لهم دين ولا مذهب سوى دين الأسد ومذهب الأسد
وأعتقد جازماً بأن أغلبية من ينفذ أوامر القتل هم من السنة.
ولا أقبل بمنطق التبرير الذي يقول بأنهم يرغبون بالانشقاق ولكنهم غير قادرين على ذلك ويخافون على أرواحهم، فذلك مقبول لو كانوا في الخطوط الخلفية أو خلف جدران ثكناتهم، ولكنهم يقتلون!!! فما فرقهم عن القاتل العلوي؟

3. بعيداً عن الشأن السوري
انتخب اليمنيون “عبد ربه هادي منصور” بنسبة بلغت 99.18%، ومن أولى تصريحاته “لا يمكن لأحد التشكيك بهذه الانتخابات”.
إذاً، لو أساء التصرف وطالبه الشعب بالتنحي، أو لو انتهت فترته، فما الذي يمنعه من القول “الشعب يحبني واختارني ولن أتخلى عن مسؤولياتي تجاه الشعب اليمني!!”
وللتذكير فقط، الفروج المشوي “صالح” المخلوع هو الوحيد من بين الدكتاتوريين العرب الذي استمر بالحكم (على الأقل الولاية الأخيرة) بانتخابات نزيهة ومراقبة من الأمم المتحدة، ولكن هل منعه هذا من التمسك بالكرسي وبيع البلد لعائلته ومحاولة توريث الحكم لإبنه؟؟
متى ستتعلم الشعوب العربية أن لا تصطف خلف رجل واحد وأن لا تجعله مخلّصاً .. ومن ثم رمزاً .. ومن ثم إلهاً!!!!
وهل كتبنا على أنفسنا أن لا يذهب حكامنا إلا بثورات وضحايا!

ويلعن روحك يا حافظ .. ويلعن روحك يا أنيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق